لم تعلم كيف كان وقع كلماتها عليّ.. عندما قالت لطفلها : إستنى لما "عمّو" يخلّص!!! .... أصبحتُ "عمّو"؟ و تغيّرت معاني كثيرة عليّ أن أتوائم معها.. هل هي لم تتغيّر بعد؟
هل يجب أن تتغيّر أصلاً؟؟
هل أنا لست إلا متوهم؟!!
قال الشاعر أبنى بيتاً
أفضل لى أم ابنى بيتا؟
أما الشعر فلم يُغنينى
لم يرحم أنات سنينى
أعطيته أنقاض القلب
وسهد العين
والشوق
وحزنى و حنينى
وقوافيه لم تعطينى
قمحاً أو أرزاً أو زيتا
والدَين على الشعر اثّاقل
والشعر ليحسبنى ميتا
فالغاية دوماً
تصفيقْ
ومديح له فى دفء القلب
بريقْ
يمتد إلى أن يصبح فى الأضلاع حريقْ
هيهات يغذى تصفيق أو إطراءْ
بضعةَ أطفال ٍ و امرأة
والبعل الرسمى يجادلُ قامات الشعراءْ
ليت البحر الواسع يغنى
قاصده عن عطش ٍ ليتا
...
نفسى للأشعار تتوقْ
لكن الجيب من النفس
يريقْ
وأنا إن تابعت طريقى
لصد الفقر
ومعى الشعر رفيقْ
فاطرْق من الشعر تضيقْ
ويدَىّ المشتعلة شعراً لن أرميها
لكنى سأنير بها كل طريقْ
فوداعاً يا شعر إلى وقتٍ
لاأحسب فيه الوقتا
علِّى أراك بآخر السرداب
أو فلعلى لست أفيقْ
وانقلب الشاعر إنساناً عاديا
لا يمكن أن تطلب منه التحليقْ
...
صاح الرسامُ بلا داعٍ
مالك يا شاعر ترتابْ
من قال بأن الشمعة
يمكن أن يطفئها غيمٌ وضبابْ ؟
سقطت من تاجك ألمع جوهرة
أصبح بستانك بعد الهجر خراب
لكنى سأرسم أبداً
أبدع أبداً
ما دمت لا أرسم فوق الماء
ولا ألحق أذيال سراب
أما عن كسب القوت
فذلك شريان آخرْ
سيوازى شريان الإبداع
وبدونهما قلبى حائرْ
رغم الفقر الجائر
بركان الأحلام الثائر
له فى ضلع المبدع زاوية ٌ
لم تخمده بماءٍ فاتر ؟!!..
بعد شهورْ..
لم يمت الراسم من جوع ٍ
لم يدفع ثمن التفكير
لم يجرع من أجل المر
مريرْ
لكنه فى وجلٍ ظاهر
ذهب إلى وكر الشمع المنطفئ ِ
السالم غير المحترق ِ
حتى يعتذر إلى الشاعرْ
...
همّ الكاتب أن يكتب مأساة الشاعر و الرسامْ
يكتب أن بلادى
وأدت كل شموع ٍ فيها
وأقامت بظلامْ
بحرٌ ذاخرْ
دفع قناديله لتنامْ
بستانٌ يخنق أزهاره
يمنع عنها من تحت التربة ماءاً
وعليها من فوق التربة
يرمى ناراً بعد ضرامْ
يكتب أن بلادى
بها مليون معين ٍ للإبداع
و ليس بها إبداعْ
قـُل من فقر ٍ
قل من قحط ٍ
قل من ضنك ٍ
قل من كبت ٍ
قل من ذلٍّ و استسلامْ
قـُل إن كانت خير شعوب الأرض
تعيش ببطن الأرض
فهو حرامْ
هم الكاتب أن يكتبها
يكتب عن مأساة الشاعر و الرسامْ
لكنه
لم يملك ثمن الورقة
والأقلامْ !
ألا ليت الشباب يظل دوماً وبُغضاً إن أتى ذاك المشيبُ بريعان الشباب أنا وإنى دخيلٌ فى شبابى أو غريبُ رأيت الشيخ يعصر حاجبيه تعبت أيا صباى متى بؤوبُ وما يدرى الشيوخ بأن مثلى يشب على العذاب كما يشيبُ لم افهمها حياتى ليت أنى أظل بها فتىً كيما تطيبُ حملت الهم مذ أن كنت حتى أرى ظهرى وعن عمدٍ يذوبُ يطل من الهموم : ألست شاباً ؟ أرد عليه : ذا قدرى العجيبُ فما أحمال ظهرى آلمتنى ولا طبعٌ لأيامى كئيبُ وآلمنىَ إنكارى لكأسى وكأسى ليس ينكره السكوبُ وعمرى صار خمسة عشر عاما ودائى أن مثلى لا يخيب ويحسدنى العجوز لأجل سنى وأحسده لكونه يستطيبُ فيعرض أن أبادله فأرفض وأنشد فى ترفع من يهيبُ لم افهمها حياتى ليت أنى أظل بها فتىً كيما تطيبُ ويبكى فى خفاء الروح طفلٌ ويدمى مسمعى ذاك النحيبُ يؤنبنى لظلمى لا أبالى يؤنبنى لصمتى لا أجيبُ أسَرِّحه فيأتى ألف طفلٍ تراءى فوق أوجههم شحوبُ أسَرِّحهم ,أواعدهم بجمع ٍ إذا ما رُدّ لى عامى السليبُ! ويأتى بعدهم شابٌ حزين تمنى الموت إذ عز الهروبُ ويأسه فى الجبين بياضُ قطن ٍ يوافق حين يفنيه اللهيبُُ يسارع للبكاءِ ,أصيح فيه رويدك أيها العذب السَّكوبُ رويدك إن يكن قد مات طفلٌ فإنه بعد لم يحِن المغيبُ رويدك ربما أرنو لشمس ستشرق قبل أن يأتى الغروبُ
مهما تمادت عاصفات الريح فى نهب الهرمْ لن ينهدمْ مهما تهاوى رأسه من ذلـّةٍ أو من ألمْ لن ينهدمْ مهما تعوق قوارضٌ حمقاء رفعته لكى يعلو الصنمْ لن ينهدمْ لكننا يا مصر لا نرضى لكِ غير السموِّ فكيف لا نعبأ بهمْ ؟ أواه يا أرض النِعمْ نيلٌ وأهرامٌ وأشجارٌ وتاريخٌ وخير منتظمْ شعبٌ تعوَّد أن يفل صلابة الأعداء دوماً بالقيمْ يحدو سماحة روحه عبق القِدمْ لكنما سُخفٌ إذا اغتالت خيوط ٌ سودُ ثوب العرس أو وطأت دعاة الكفر ساحاتِ الحرمْ قد ساءنا يا مصر قومٌ إستباحوا عِرض آلاف السنين وأصبحوا عاراً على خير الأممْ بالسلطةِ احتشدوا وهل تروى غليل الذئب إلا عنزةٌ غراء ينفر من حراستها الرعاةُ الطيبون مخافة ً ألا يوافوا حقها لكنهم غفلوا جميعاً أن ذاك الذئب ما له من قسَمْ عشرون عاماً أو فقل ستون والفكر ازدحمْ والشعب شئٌ هامشىٌ فى البلاد يُساق فى وضح النهار كما النعمْ والطفل فى الليل ينام وخوفه فى عينه لا لم ينمْ والحرُّ فينا متهمْ والناس تُدهَس بالقدمْ والفقرُ ينهش لحمَنا والجهلُ والإذلالُ والبؤس انتظمْ أماهُ أين الخبز يا أماهُ يا ولدى أمام الدار حسبك فاغتنمْ والذئبُ نفس الذئبِ ظلّ أمام أبواب البيوت جميعها لا ينصرمْ ستون عاماً والرئيس يواجه الشعب بآذان الصممْ ومراده أن الرعاة بنا يصابوا بالبكمْ هيهات يا ذئبٌ تراوغه الغنمْ ستون عاماً ظلّ فيها الصبح يَصبر أو يُصبِّر نفسه هل يفرجوا عنى غداً حتى أزورْ أرض العبيرْ ؟ فلقد وُلِدتُ هناك فى أرض الكنانةِ لن أموت سوى بها مهما يصيرْ مهما تعاندنى الظـُلـَمْ ستون عاماً ملّ فيها الليل منـّا والظـُلـَمْ ستون عاماً, إنهم متطفلٌ جاء إلى تاريخنا كالمقتحمْ واستوطن لكنه لا لم يُرد إلا اللعبْ واليوم أُجبـِر بعد طول تبجُّح ٍ ألا يريد سوى الهربْ لما تفشّى ذا الفسادْ لما استهانوا بالعبادِ ووُسّعت رُقع الفسادِ وهُدّمت كل العمادِ وغاص فى النار الرمادْ لما أصيب جوادك بين الجيادْ لم يرضَ شعبك أن يُعيّر بالمهانة يا بلادْ ولقد أرادْ اليوم مينا راح يدعو مصطفى أن يا ابن أمى إن أمى تبتغى فينا الحُلـُمْ نُقصى به من قد ظـَلمْ نُحيى به ميْت الهممْ لم لا نثرْ ؟ لم يصعبُ صنع القدرْ ؟ أنْ يا ابن أمى إنه تحرير أمتنا هَلـُمْ
شكراً أيا شهداءنا كنتم أيادٍ نيّراتٍ أمسكت ذا الذئبَ تسقيه الندمْ كنتم جسوراً تحمل الذلّ بعيداً فانكسرتم كى يضيع الذلُّ فاشهد يا قلمْ إنى أراكم فى السماءِ وقد تشرفت السماءُ بعزّكمْ شكراً لكمْ شكراً لتونسَ درس عزٍّ شاهق ٍ قد ذاق حكمته الفـَهـِمْ فلتبعدى ذئباً فذئباً يا عروبة ُ واقفزى فوق القممْ يا مصرنا قاموس شعبكِ قد تدارك نفسه فأعاد صوت الشعب يهتفُ وانكسار الزيف ينزفُ أصبحت دُور المعالى للكنانةِ تبتسمْ فلتسلمى يا مصر وليحيا الهرمْ لن ينهدمْ لن ينهدمْ...