السبت، 18 يونيو 2011

للرعاة أيضاً أنياب


مهما تمادت عاصفات الريح فى نهب الهرمْ
لن ينهدمْ
مهما تهاوى رأسه من ذلـّةٍ أو من ألمْ
لن ينهدمْ
مهما تعوق قوارضٌ حمقاء رفعته
لكى يعلو الصنمْ
لن ينهدمْ
لكننا يا مصر لا نرضى لكِ غير السموِّ
فكيف لا نعبأ بهمْ ؟
أواه يا أرض النِعمْ
نيلٌ وأهرامٌ وأشجارٌ وتاريخٌ وخير منتظمْ
شعبٌ تعوَّد أن يفل صلابة الأعداء
دوماً بالقيمْ
يحدو سماحة روحه عبق القِدمْ
لكنما سُخفٌ إذا اغتالت خيوط ٌ سودُ ثوب العرس
أو وطأت دعاة الكفر ساحاتِ الحرمْ
قد ساءنا يا مصر قومٌ
إستباحوا عِرض آلاف السنين
وأصبحوا عاراً على خير الأممْ
بالسلطةِ احتشدوا
وهل تروى غليل الذئب إلا عنزةٌ غراء
ينفر من حراستها الرعاةُ الطيبون مخافة ً ألا يوافوا حقها
لكنهم غفلوا جميعاً أن ذاك الذئب
ما له من قسَمْ
عشرون عاماً
أو فقل ستون والفكر ازدحمْ
والشعب شئٌ هامشىٌ فى البلاد
يُساق فى وضح النهار كما النعمْ
والطفل فى الليل ينام وخوفه
فى عينه لا لم ينمْ
والحرُّ فينا متهمْ
والناس تُدهَس بالقدمْ
والفقرُ ينهش لحمَنا والجهلُ والإذلالُ
والبؤس انتظمْ
أماهُ أين الخبز يا أماهُ
يا ولدى أمام الدار حسبك فاغتنمْ
والذئبُ نفس الذئبِ
ظلّ أمام أبواب البيوت جميعها
لا ينصرمْ
ستون عاماً
والرئيس يواجه الشعب بآذان الصممْ
ومراده أن الرعاة بنا يصابوا بالبكمْ
هيهات يا ذئبٌ تراوغه الغنمْ
ستون عاماً
ظلّ فيها الصبح يَصبر أو يُصبِّر نفسه
هل يفرجوا عنى غداً حتى أزورْ
أرض العبيرْ ؟
فلقد وُلِدتُ هناك فى أرض الكنانةِ
لن أموت سوى بها مهما يصيرْ
مهما تعاندنى الظـُلـَمْ
ستون عاماً ملّ فيها الليل منـّا
والظـُلـَمْ
ستون عاماً, إنهم متطفلٌ
جاء إلى تاريخنا كالمقتحمْ
واستوطن
لكنه لا لم يُرد إلا اللعبْ
واليوم أُجبـِر بعد طول تبجُّح ٍ
ألا يريد سوى الهربْ
لما تفشّى ذا الفسادْ
لما استهانوا بالعبادِ
ووُسّعت رُقع الفسادِ
وهُدّمت كل العمادِ
وغاص فى النار الرمادْ
لما أصيب جوادك بين الجيادْ
لم يرضَ شعبك أن يُعيّر بالمهانة يا بلادْ
ولقد أرادْ
اليوم مينا راح يدعو مصطفى
أن يا ابن أمى
إن أمى تبتغى فينا الحُلـُمْ
نُقصى به من قد ظـَلمْ
نُحيى به ميْت الهممْ
لم لا نثرْ ؟
لم يصعبُ صنع القدرْ ؟
أنْ يا ابن أمى إنه تحرير أمتنا هَلـُمْ

شكراً أيا شهداءنا
كنتم أيادٍ نيّراتٍ أمسكت ذا الذئبَ
تسقيه الندمْ
كنتم جسوراً تحمل الذلّ بعيداً
فانكسرتم كى يضيع الذلُّ
فاشهد يا قلمْ
إنى أراكم فى السماءِ وقد تشرفت السماءُ بعزّكمْ
شكراً لكمْ
شكراً لتونسَ درس عزٍّ شاهق ٍ
قد ذاق حكمته الفـَهـِمْ
فلتبعدى ذئباً فذئباً يا عروبة ُ
واقفزى فوق القممْ
يا مصرنا قاموس شعبكِ قد تدارك نفسه
فأعاد صوت الشعب يهتفُ
وانكسار الزيف ينزفُ
أصبحت دُور المعالى للكنانةِ تبتسمْ
فلتسلمى يا مصر وليحيا الهرمْ
لن ينهدمْ
لن ينهدمْ...


شعر : عبدالرحمن محمدين

هناك 3 تعليقات:

  1. راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع...........ولي تعليق لو تفضلت...محمد اسماعيل

    ردحذف
  2. شكرا جزيلا و اتفضل حضرتك أتمنى أعرف تعليقك

    ردحذف
  3. بعيدا عن الادب ....انا مبهور....اخيرا وجدت من يوافقني الرائ اننا ننهب مذ ستين عاما...هذا القول اقوله الان وثورة يوليو ع الابواب..........فجزاك الله خيرا كثيرا يا اخي.......محمد اسماعيل

    ردحذف