ألا ليت الشباب يظل دوماً
وبُغضاً إن أتى ذاك المشيبُ
بريعان الشباب أنا وإنى
دخيلٌ فى شبابى أو غريبُ
رأيت الشيخ يعصر حاجبيه
تعبت أيا صباى متى بؤوبُ
وما يدرى الشيوخ بأن مثلى
يشب على العذاب كما يشيبُ
لم افهمها حياتى ليت أنى
أظل بها فتىً كيما تطيبُ
حملت الهم مذ أن كنت حتى
أرى ظهرى وعن عمدٍ يذوبُ
يطل من الهموم : ألست شاباً ؟
أرد عليه : ذا قدرى العجيبُ
فما أحمال ظهرى آلمتنى
ولا طبعٌ لأيامى كئيبُ
وآلمنىَ إنكارى لكأسى
وكأسى ليس ينكره السكوبُ
وعمرى صار خمسة عشر عاما
ودائى أن مثلى لا يخيب
ويحسدنى العجوز لأجل سنى
وأحسده لكونه يستطيبُ
فيعرض أن أبادله فأرفض
وأنشد فى ترفع من يهيبُ
لم افهمها حياتى ليت أنى
أظل بها فتىً كيما تطيبُ
ويبكى فى خفاء الروح طفلٌ
ويدمى مسمعى ذاك النحيبُ
يؤنبنى لظلمى لا أبالى
يؤنبنى لصمتى لا أجيبُ
أسَرِّحه فيأتى ألف طفلٍ
تراءى فوق أوجههم شحوبُ
أسَرِّحهم ,أواعدهم بجمع ٍ
إذا ما رُدّ لى عامى السليبُ!
ويأتى بعدهم شابٌ حزين
تمنى الموت إذ عز الهروبُ
ويأسه فى الجبين بياضُ قطن ٍ
يوافق حين يفنيه اللهيبُُ
يسارع للبكاءِ ,أصيح فيه
رويدك أيها العذب السَّكوبُ
رويدك إن يكن قد مات طفلٌ
فإنه بعد لم يحِن المغيبُ
رويدك ربما أرنو لشمس
ستشرق قبل أن يأتى الغروبُ
شعر: عبد الرحمن محمدينُ