السبت، 18 يونيو 2011

تحت تصرف المستحيل !




ألا ليت الشباب يظل دوماً
وبُغضاً إن أتى ذاك المشيبُ
بريعان الشباب أنا وإنى
دخيلٌ فى شبابى أو غريبُ
رأيت الشيخ يعصر حاجبيه
تعبت أيا صباى متى بؤوبُ
وما يدرى الشيوخ بأن مثلى
يشب على العذاب كما يشيبُ
لم افهمها حياتى ليت أنى
أظل بها فتىً كيما تطيبُ
حملت الهم مذ أن كنت حتى
أرى ظهرى وعن عمدٍ يذوبُ
يطل من الهموم : ألست شاباً ؟
أرد عليه : ذا قدرى العجيبُ
فما أحمال ظهرى آلمتنى
ولا طبعٌ لأيامى كئيبُ
وآلمنىَ إنكارى لكأسى
وكأسى ليس ينكره السكوبُ
وعمرى صار خمسة عشر عاما
ودائى أن مثلى لا يخيب
ويحسدنى العجوز لأجل سنى
وأحسده لكونه يستطيبُ
فيعرض أن أبادله فأرفض
وأنشد فى ترفع من يهيبُ
لم افهمها حياتى ليت أنى
أظل بها فتىً كيما تطيبُ
ويبكى فى خفاء الروح طفلٌ
ويدمى مسمعى ذاك النحيبُ
يؤنبنى لظلمى لا أبالى
يؤنبنى لصمتى لا أجيبُ
أسَرِّحه فيأتى ألف طفلٍ
تراءى فوق أوجههم شحوبُ
أسَرِّحهم ,أواعدهم بجمع ٍ
إذا ما رُدّ لى عامى السليبُ!
ويأتى بعدهم شابٌ حزين
تمنى الموت إذ عز الهروبُ
ويأسه فى الجبين بياضُ قطن ٍ
يوافق حين يفنيه اللهيبُُ
يسارع للبكاءِ ,أصيح فيه
رويدك أيها العذب السَّكوبُ
رويدك إن يكن قد مات طفلٌ
فإنه بعد لم يحِن المغيبُ
رويدك ربما أرنو لشمس
ستشرق قبل أن يأتى الغروبُ

شعر: عبد الرحمن محمدينُ

هناك 3 تعليقات:

  1. هي الاجمل صياغة ووزنا وقافية....حتي وان كنت تعارض.....انا مبهور بلغتك وخصوصا النحوية منها في هذه السن....انا معجب باعظمية الابيات....لكن ارجو ان يتسع صدرك لبعض ملاحظاتي المتواضعة...انت قولت ظهري...يذوب.....قوة التشبيه لا تأتي من قوة اللفظه بل من جمال الاتساق وبراعته....اقصد ان الظهر لا يذوب من الهموم بل ينحني مثلا....والعرب تقول ذاب القلب وانحني الظهر من الكدر والغم..................انت قولت ان مصدر آلمك انكارك لكأسك اي كأس تقصد....ليس جمال البيت بقوة اللفظه فحسب...ولكن ان تكون في موضعها الصحيح....انت قلت ..ويأسه...بياض قطن.....كيف هذا ...هل يمكن ان نشبه اليأس ع الجبين بانه بياض قطن......انت قلت رويدك ايها العذب السكوب....ربما تكون قافيتك فيها بعض التكلف ...اليس كذالك...........اخيرا....الي الان انا لا اصدق انك في هذا السن بتلك الموهبة العظيمه...بارك الله فيك وزادك يا اخي.....وتأكد انا معجب جدا جدا جدا بهذه الابيات....ونقدي هذا لا يساوي شئ جنب جمالها البته لكنه كما طلبت انت.......راسلني ... وتقبل تحياتي....محمد اسماعيل

    ردحذف
  2. شكرا جزيلا لحضرتك ,, و شكراجزيلا على هذه الملاحظات الجميلة ,, كم أتمنى أن تتابع المدونة لأعرف آراءك فى كل قصيدة ,, نادراً ما نعثر على مثل هذا النقد الرائع من خلال الإنترنت ,, شكرا جزيلا لحضرتك و سعيد جداً بمرورك و تفاعلك :)

    ردحذف
  3. الشكر لله .... بل انا السعيد ان قرأت مثل هذه الكلمات...حقيقة انا لا اجمالك....فكم قرات قصائد لاناس سموا انفسهم بالشعراء....لكنها لا تساوي شيئا......كما قلت لك في تعليقي ع قصيدة ارادة السلام....الامتحانات تاخذني هذه الايام ..لكن لاحقا سافعل باذن الله....محمد اسماعيل

    ردحذف